كان بين الفيل وبين مولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين. وهذا قول منقطع.
وأضعف منه ما روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة وهو ضعيف قال : ثنا عقبة بن مكرم ، ثنا المسيّب بن شريك ، عن شعيب بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : حمل برسول الله صلىاللهعليهوسلم في عاشوراء المحرّم ، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل (١) وهذا حديث ساقط كما ترى.
وأوهى منه ما يروى عن الكلبيّ ـ وهو متّهم ساقط ، عن أبي صالح باذام ، عن ابن عبّاس قال : ولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل الفيل بخمس عشرة سنة (٢). قد تقدّم ما يبيّن كذب هذا القول عن ابن عبّاس بإسناد صحيح.
قال خليفة بن خيّاط (٣) : المجمع عليه أنه ولد عام الفيل.
وقال الزّبير بن بكّار : ثنا محمد بن حسن ، عن عبد السّلام بن عبد الله ، عن معروف بن خربوذ وغيره من أهل العلم قالوا : ولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الفيل ، وسمّيت قريش «آل الله» وعظمت في العرب ، ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وقيل : من رمضان يوم الإثنين حين طلع الفجر.
وقال أبو قتادة الأنصاريّ : سأل أعرابيّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما تقول في صوم يوم الاثنين؟ قال : «ذاك يوم ولدت فيه وفيه أوحي إليّ». أخرجه مسلم (٤).
__________________
(١) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ، انظر مختصره لابن منظور ، رقم (٨١) بتحقيق الدكتور رضوان السيد ، والبداية والنهاية لابن كثير ٢ / ٢٦١ ، تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٨١.
(٢) تاريخ خليفة ٥٣ ، البداية والنهاية ٢ / ٢٦٢ وقال : هذا حديث غريب ومنكر وضعيف جدا.
(٣) تاريخ خليفة ٥٣.
(٤) صحيح مسلم (١١٦٠) كتاب الصيام ، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم