يا رسول الله ، فتكلّم ودعا إلى الله ، وتلا القرآن ورغب في الإسلام ، فأجبناه بالإيمان والتصديق له ، وقلنا له : خذ لربّك ولنفسك ، فقال : إنّي أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونساءكم ، فأجابه البراء بن معرور فقال : نعم والّذي بعثك بالحقّ نمنعك (١) مما نمنع منه أزرنا (٢) ، فبايعنا يا رسول (٣) الله فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة (٤) ، ورثناها كابرا عن كابر ، فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التّيهان فقال : يا رسول الله إنّ بيننا وبين أقوام حبالا (٥) ، وإنّا قاطعوها ، فهل عسيت إن الله أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فقال : بل الدّم الدّم والهدم والهدم (٦) ، أنا منكم وأنتم منّي ، أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم ، فقال له البراء بن معرور : أبسط يدك يا رسول الله نبايعك.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا ، فأخرجوهم له ، فكان نقيب بني النّجّار. أسعد بن زرارة ، ونقيب بني سلمة (٧) البراء بن معرور ، وعبد الله بن عمرو بن حرام ، ونقيب بني ساعدة : سعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، ونقيب بني زريق : رافع بن مالك ، ونقيب بني الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، ونقيب بني عوف بن الخزرج : عبادة بن الصّامت ـ وبعضهم جعل بدل عبادة بن الصّامت خارجة بن زيد ـ ونقيب بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة ، ونقيب بني
__________________
(١) (نمنعك) ساقطة من الأصل وغيره.
(٢) العرب تكنى عن المرأة بالإزار ، وتكنى به أيضا عن النفس ، وتجعل الثوب عبارة عن لابسه ، على ما في (عيون الأثر).
(٣) في الأصل (يرسول الله) بدون ألف بعد الياء.
(٤) أي السلاح.
(٥) أي مواثيق.
(٦) قال ابن هشام : ويقال : الهدم الهدم : أي ذمّتي ذمّتكم وحرمتي حرمتكم. (٢ / ١٨٩).
(٧) بكسر اللام كما في (عجالة المبتدي للحازميّ).