العصا ، وإنّي والله لأرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سوف يتوفّاه الله من وجعه هذا ، إنّي أعرف وجوه بني عبد المطّلب عند الموت ، فاذهب بنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر ، فإن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا كلّمناه فأوصى بنا ، قال عليّ : إنّا والله لئن سألناها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمنعناها لا يعطيناها النّاس بعده أبدا ، وإنّي والله لا أسألها رسول الله ، أخرجه البخاري (١). ورواه معمر وغيره.
وقال أبو حمزة السّكريّ ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشّعبيّ قال : قال العبّاس لعليّ رضياللهعنهما : إنّي أكاد أعرف في وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الموت ، فانطلق بنا نسأله ، فإن يستخلف منّا فذاك ، وإلّا أوصى بنا ، فقال عليّ للعبّاس كلمة فيها جفاء ، فلمّا قبض النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال العبّاس لعليّ : أبسط يدك فلنبايعك ، قال : فقبض يده ، قال الشّعبيّ : لو أنّ عليّا أطاع العبّاس ـ في أحد الرأيين ـ كان خيرا من حمر النّعم ، وقال : لو أنّ العبّاس شهد بدرا ما فضله أحد من النّاس رأيا ولا عقلا.
وقال أبو إسحاق عن أرقم بن شرحبيل ، سمعت ابن عبّاس يقول : مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يوص.
وقال طلحة بن مصرّف : سألت عبد الله بن أبي أوفى هل أوصى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : لا ، قلت : فلم أمر بالوصيّة؟ قال : أوصى بكتاب الله. قال طلحة : قال هزيل بن شرحبيل : أبو بكر يتأمّر على وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ودّ أبو بكر أنّه وجد عهدا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخزم أنفه بخزام. متّفق عليه (٢).
__________________
(١) في الاستئذان ٧ / ١٣٦ ، ١٣٧ باب المعانقة وقول الرجل : كيف أصبحت ، وأحمد في المسند ١ / ٢٦٣.
(٢) أخرجه ابن ماجة في الوصايا (٢٦٩٦) باب هل أوصى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٨٢.