وفيما أنزل الله على عيسى بن مريم عليه السلام من الوعظ :
يا عيسى ، إني أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد الصمد ، المتفرد بخلق كل شيء ، وكلّ شيء من صنعي ، وكل إلي راجعون.
يا عيسى ، كن إليّ راغباً ، ومني راهباً ، ولن تجد مني ملجأ إلا إلي.
يا عيسى ، اُوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة ، حتى حقت لك مني الولاية بتَحَرِّيك منّي المسرة ، وبوركت كبيراً وبوركت صغيراً حيث ما كنت ، أشهد أنك عبدي ابن أمتي ، أنزلني من نفسك كهمّك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إليَّ بالنوافل ، وتوكل عليَ اكفك ، ولا تركن إلى غيري فأخذلك.
يا عيسى ، اصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن اطُاع فلا اعُصى.
يا عيسى ، أحي فكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك.
يا عيسى ، تيقّض في ساعة الغفلة ، واحكم لي بلطيف الحكمة.
يا عيسى ، كن راغباً راجياً راهباً ، وأمت قلبك بالخشية.
يا عيسى ، راعِ الليل لتحرّي مسرّتي ، وأضم نهارك ليوم حاجتك عندي.
يا عيسى ، نافس في الخير جهدك ، لتعرف بالخير حيث ما توجهت.
يا عيسى ، احكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعد لي ، فقد أنزلت عليك شفاءاً لما في الصدور من مرض الشيطان.
يا عيسى ، لاتكن جليساً لكل مفتون.
يا عيسى ، حقاً أقول : ما آمنت لي خليقة إلا خشعت لي ، وما خشعت لي إلاّ أوجبت لها ثوابي ، وأشهدك أنها آمنة من عقابي ، ما لم تغير أو تبدل سنتي.
يا عيسى ـ بنَ البتول البكر ـ إبك على نفسك ، بكاء من قد ودع الأهل وقلا الدنيا ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه.
يا عيسى ، كن مع ذلك تلين الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأنام ، حذاراً للمعاد والزلازل الشداد وأهوال يوم القيامة ، حيث لا ينفع أهال ولا ولد ولا مال.