الحارث مولى عثمان يقول : جلس عثمان يوما وجلسنا معه فجاءه المؤذن فدعا عثمان بماء في إناء أظنه سيكون فيه قدر مد فتوضأ ثم قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قال «من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما بينه وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما بينه وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات».
وفي الصحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا غمرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيئا؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : «كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا» (١).
وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو الطاهر وهارون بن سعيد قالا : حدثنا ابن وهب عن أبي صخر أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» (٢) وقال الإمام أحمد (٣) حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد أن أبا رهم السمعي كان يحدث أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة».
وقال أبو جعفر بن جرير (٤) حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «جعلت الصلوات كفارات لما بينهن» فإن الله قال (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ).
وقال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبره فأنزل الله (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) فقال الرجل يا رسول الله ألي هذا؟ قال : «لجميع أمتي كلهم» (٥) هكذا رواه في كتاب الصلاة وأخرجه في التفسير عن مسدد عن يزيد بن زريع بنحوه ورواه مسلم وأحمد وأهل السنن إلا أبا داود من طرق عن أبي عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مل به.
__________________
(١) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٦ ، ومسلم في المساجد حديث ٢٨٤.
(٢) أخرجه مسلم في الطهارة حديث ١٦.
(٣) المسند ٥ / ٤١٣.
(٤) تفسير الطبري ٧ / ١٣٠.
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة ١١ ، باب ٦ ، ومسلم في التوبة حديث ٣٩ ، والترمذي في تفسير سورة ١١ ، باب ٦ ، وأحمد في المسند ١ / ٣٨٦ ، ٤٣٠.