(قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) : أي قل لهم إنكم ما آمنتم بعد ولكن قولوا أسلمنا أي استسلمنا وانقدنا.
(وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) : أي ولما يدخل الإيمان بعد في قلوبكم ولكنه يتوقع له الدخول.
(وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) : أي في الإيمان والقيام بالفرائض واجتناب المحارم.
(لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) : أي لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا.
(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : أي غفور للمؤمنين رحيم بهم إن هم صدقوا في إيمانهم.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) : أي حقا وصدقا لا ادعاء ونطقاهم.
(الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : أي بالله ربا وإلها وبالرسول محمد نبيا ورسولا.
(ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) : أي لم يشكوا فيما آمنوا به.
(وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) : أي جاهدوا مع رسول الله أعداء الله وهم الكافرون بأموالهم وأنفسهم.
(أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) : أي في إيمانهم لا الذين قالوا آمنا بألسنتهم واستسلموا ظاهرا ولم يسلموا باطنا.
(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ) : أي قل لهم يا رسولنا أي لهؤلاء الأعراب أتشعرون الله بدينكم.
(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) : أي كونهم أسلموا بدون قتال وغيرهم أسلم بعد قتال.
(قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ) : أي لا حق لكم في ذلك بل الحق لله الذي هداكم للإيمان إن كنتم صادقين في دعواكم أنكم مؤمنون.
(إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : أي ان الله يعلم ما غاب في السموات وما غاب في الأرض فلا يخفى عليه أمر من صدق في إيمانه وأمر من كذب ، ومن أسلم رغبة ومن أسلم رهبة.
معنى الآيات :
قوله تعالى (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا) (١) هؤلاء جماعة من أعراب بني أسد وفدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) هذه الآية نزلت في أعراب بني أسد ، وليست عامة في كل الأعراب لأن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر كبعض أعراب أسلم وغفار وجهينة ومزينة.