(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) : أي صل حامدا لربك قبل طلوع الشمس وهي صلاة الصبح.
(وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) : أي صل صلاة الظهر والعصر.
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) : أي صل صلاتي المغرب والعشاء.
(وَأَدْبارَ السُّجُودِ) : أي بعد أداء الفرائض فسبح بألفاظ الذكر والتسبيح.
(وَاسْتَمِعْ) : أي أيها المخاطب إلى ما أقول لك.
(يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) : أي يوم ينادي إسرافيل من مكان قريب من السماء وهو صخرة بيت المقدس فيقول أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء.
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ) : أي نفخة إسرافيل الثانية وهي نفخة البعث يعلمون عاقبة تكذيبهم.
(ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) : أي من القبور.
(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) : أي يخرجون من قبورهم مسرعين بعد تشقق القبور عنهم.
(ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ) : أي ذلك حشر للناس وجمع لهم في موقف الحساب يسير سهل علينا.
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) : أي من الكفر والباطل فلا تيأس لذلك سننتقم منهم.
(وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) : أي بحيث تجبرهم على الإيمان والتقوى.
(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ) : أي عظ مرغبا مرهبا بالقرآن فاقرأه على المؤمنين فهم الذين يخافون وعيد الله تعالى ويطمعون في وعده.
معنى الآيات :
بعد ذلك العرض العظيم لأحوال القيامة وأهوالها على كفار قريش المكذبين بالتوحيد والنبوة والبعث ولم يؤمنوا فكانوا بذلك متعرضين للعذاب فأخبر تعالى رسوله أن هلاكهم يسير فكم (١) أهلك تعالى (قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) أي قوة وأخذا ولما جاءهم العذاب فروا يبحثون
__________________
(١) قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) هذا تعريض بالتهديد للمشركين وتسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم. و (كم) خبرية.