شرح الكلمات :
(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) : أي وبنينا السماء بقوة ظاهرة في رفع السماء وإحكام البناء.
(وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) : أي لقادرون على البناء والتوسعة.
(وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) : أي مهّدناها فجعلناها كالمهاد أي الفراش الذي يوضع على المهد.
(فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) : أي نحن أثنى الله تعالى على نفسه بفعله الخيريّ الحسن الكبير.
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) : أي وخلقنا من كل شيء صنفين أي ذكرا وأنثى ، خيرا وشرا ، علوّا وسفلا.
(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) : أي تذكرون أن خالق الأزواج كلها هو إله فرد فلا يعبد معه غيره.
(فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) : أي إلى التوبة بطاعته وعدم معصيته.
(إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) : أي إني وأنا رسول الله إليكم منه تعالى نذير مبين بين النذارة أي أخوفكم عذابه.
(وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) : أي لا تعبدوا مع الله إلها أي معبودا آخر إذ لا معبود بحق إلا هو.
(إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) : إني لكم منه تعالى نذير بين النذارة أخوفكم عذابه إن عبدتم معه غيره.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القدرة الإلهية الموجبة له تعالى الربوبية لكل شيء والألوهية على كل عباده. فقال تعالى : (وَالسَّماءَ (١) بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) فهذا أكبر مظهر من مظاهر القدرة الإلهية إنه بناء السماء وإحكام ذلك البناء وارتفاعه وما تعلق به من كواكب ونجوم وشمس وقمر تمّ هذا الخلق بقوة الله التى لا توازيها قوة. وقوله (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي لقادرون على توسعته أكثر مما هو عليه ، وذلك لسعة قدرتنا.
__________________
(١) هذا عرض آخر لمظاهر قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته الدالة على قدرته على البعث الآخر (وَالسَّماءَ) : منصوب على الاشتغال ، والأيد جمع يد وكثر إطلاقه على القوة نحو : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) أي : القوة ، والموسع : القادر على توسعة ما يريد توسعته من رزق وغيره.