وقوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) أي عما كان لهم في الدنيا ، وما انتهوا إليه في الآخرة من هذا النعيم المقيم. و (قالُوا) مشيرين الى سبب نعيمهم في الآخرة (إِنَّا كُنَّا) أي في الدنيا (فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) أي خائفين من عذاب ربنا فترتب على ذلك أن (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا) بدخول الجنة (وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ) الذي هو عذاب النار الذي ينفذ الى المسام والعياذ بالله تعالى. (إِنَّا (١) كُنَّا مِنْ قَبْلُ) أي في الدنيا قبل الآخرة (نَدْعُوهُ) ونتضرع إليه أن يجيرنا من النار ويدخلنا الجنة (إِنَّهُ هُوَ) تعالى (الْبَرُّ) بأوليائه (الرَّحِيمُ) بعباده المؤمنين.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ وصف كامل لأهل الجنة وهو تقرير في نفس الوقت للبعث والجزاء بذكر ما يكون فيه.
٢ ـ فضل الإيمان وكرامة أهله عند الله بإلحاق الابناء قليل العمل الصالح بآبائهم الكثيري العمل الصالح.
٣ ـ تقرير قاعدة أن المرء يوم القيامة يكون رهين كسبه لا يفكه الا الله عزوجل فمن استطاع أن يفك رقبته فليفعل وذلك بالإيمان والإسلام والإحسان.
٤ ـ فضيلة الإشفاق في الدنيا من عذاب الآخرة.
٥ ـ فضل الدعاء والتضرع الى الله تعالى.
(فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤))
__________________
(١) قرأ نافع بفتح همزة أنه على تقدير حرف جرّ لأنه للتعليل ، وقرأ حفص بالكسر. والجملة تعليلية.