لا يعذبون.
(أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) : أم لكم يا كفار قريش براءة من العذاب في الزبر أي الكتب الإلهية.
(أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) : أم يقولون أي كفار قريش نحن جميع (١) أي جمع منتصر على محمد وأصحابه.
(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) : أي سيهزم جمعهم ويولون الدبر هاربين منهزمين وكذلك كان في بدر.
(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) : أي الساعة موعدهم بالعذاب والمراد من الساعة يوم القيامة.
(وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) : أي وعذاب الساعة وأهوالها أي هي أي أعظم بلية وأمر أي أشد مرارة من عذاب الدنيا قطعا.
معنى الآيات :
يقول تعالى مبكتا مشركي قريش مؤنبا إياهم وهم الذين إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم يقول الله تعالى لهم : (أَكُفَّارُكُمْ) (٢) يا قريش خير من كفار الأمم السابقة كعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون فلذا هم آمنون من العذاب الذي نزل بكفار الآخرين ، (أَمْ لَكُمْ (٣) بَراءَةٌ) من العذاب جاءت في الكتب مسطورة اللهم لا ذا ولا ذاك ما كفاركم بخير من أولئكم ، وليس لكم براءة (فِي الزُّبُرِ) ، وإنما أنتم ممهلون فإما أن تتوبوا وأما أن تؤخذوا.
وقوله تعالى عنهم (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ (٤) جَمِيعٌ) أي جمع منتصر على كل من يحاربنا ويريد أن يفرق جمعنا نعم قالوا هذا ، ولكن (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ، وقد تم هذا في (٥) بدر بعد سنيات ثلاث أو أربع وهزم جمعهم في بدر وولوا الأدبار هاربين الى مكة.
وقوله تعالى (بَلِ السَّاعَةُ (٦) مَوْعِدُهُمْ) أي الساعة التى ينكرونها ويكذبون بها هي موعد عذابهم
__________________
(١) (جَمِيعٌ) : اسم للجماعة كأنهم قالوا : نحن جماعة منتصرة على من يريد حربنا وذكرت الصفة (مُنْتَصِرٌ) مراعاة للفظ الجميع لا لدلالته على متعدد.
(٢) جائز أن يكون الاستفهام على بابه حيث يطلب منهم أن يفصحوا عن الحقيقة فإن قالوا كفارنا خير قيل لهم ما وجه الخيرية ، وإن قالوا : الكل سواء قيل إذا فسوف تؤخذون بالعذاب كما أخذ الأولون.
(٣) (أَمْ) : للإضراب الانتقالي وما يقدر بعدها من استفهام هو للإنكار أي : بل ما لكم براءة في الزبر من العذاب حتى تكونوا آمنين مع تكذيبكم وكفركم.
(٤) (أَمْ) هي المنقطعة المفسرة ببل للإضراب الانتقالي والاستفهام المقدر بعدها للتوبيخ.
(٥) فكانت هذه آية على أن القرآن كلام الله وأن محمدا رسول الله لتحقق الغيب الذي أخبر به.
(٦) الساعة في القرآن : علم بالغلبة على يوم القيامة والحساب والجزاء.