الحق أما عذاب الدنيا فهو ليس شيء إذا قيس بعذاب الآخرة. (وَالسَّاعَةُ أَدْهى) أي أعظم بلية وأكبر داهية تصيب الإنسان وعذابها ، (وَأَمَرُّ) أي وعذابها أمر من عذاب الدنيا كله.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان حقيقة يغفل عنها الناس وهي أن الكفر كله واحد ومورد للهلاك.
٢ ـ لا قيمة أبدا لقوة الإنسان إزاء قوة الله تعالى.
٣ ـ صدق القرآن في إخباره بغيب لما يقع ووقع كما أخبر وهو آية انه وحي الله وكلامه.
٤ ـ القيامة موعد لقاء البشرية كافة بحيث لا يتخلف عنه أحد.
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))
شرح الكلمات :
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) : أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي في ضلال في الدنيا ونار مستعرة في الآخرة.
(ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) : أي يوم يسحبون في النار على وجوههم يقال لهم ذوقوا مس سقر جهنم.
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) : أي إنا خلقنا كل شيء بتقدير سابق لخلقنا له وذلك بكتابته في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض فهو يقع كما كتب كمية وصورة وزمانا ومكانا لا يتخلف في شيء من ذلك.