وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠))
شرح الكلمات :
(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) : أي قالوا كاذبين إنهم لن يبعثوا أحياء من قبورهم.
(قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) : قل لهم يا رسولنا بلى لتبعثن ثم تنبئون بما عملتم.
(وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) : أي وبعثكم وحسابكم ومجازاتكم بأعمالكم شيء يسير على الله.
(وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) : أي وآمنوا بالقرآن الذي أنزلناه.
(لِيَوْمِ الْجَمْعِ) : أي يوم القيامة إذ هو يوم الجمع.
(ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) : أي يغبن المؤمنون الكافرين يأخذ منازل الكفار في الجنة واخذ الكفار منازل المؤمنين في النار.
(ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : أي تكفيره تعالى عنهم سيئاتهم وإدخالهم جنات تجرى من تحتها الأنهار هو الفوز العظيم.
(بِئْسَ الْمَصِيرُ) : أي قبح المصير الذي صاروا إليه وهو كونهم أهلا للجحيم.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في مطلب هداية قريش إنه بعد أن ذكرهم بمصير الكافرين من قبلهم وفي ذلك دعوة واضحة لهم إلى الإيمان بتوحيد الله وتصديق رسوله. دعاهم هنا إلى الإيمان بأعظم أصل من أصول الهداية البشرية وهو الإيمان بالبعث والجزاء وهم ينكرون ويجاحدون ويعاندون فيه فقال في أسلوب غير المواجهة بالخطاب (زَعَمَ) (١) (الَّذِينَ كَفَرُوا) والزعم ادعاء باطل وقول إلى الكذب أقرب منه إلى الصدق. (أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) أي أنهم إذا ماتوا لن يبعثوا أحياء يوم القيامة. قل لهم يا رسولنا : (بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ) ولازم ذلك الجزاء العادل على كل أعمالكم وهي أعمال فاسدة غير صالحة مقتضية للعذاب والخزي في جهنم (وَذلِكَ عَلَى اللهِ (٢) يَسِيرٌ) أي وأعلمهم أن بعثهم وتنبئتهم بأعمالهم وإثابتهم عليها أمر سهل هين لا صعوبة فيه وبعد هذه
__________________
(١) هنا كلام مستأنف استئنافا ابتدائيا المخاطب فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر فيه كفر المشركين بالبعث ويرد عليهم بتقرير مانفوه وزعموا أنه غير واقع ، والزعم : القول الموسوم بمخالفة الواقع ، ويطلق على الخبر المشكوك في وقوعه.
(٢) (وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) : تذييل ، واسم الإشارة عائد إلى البعث المفهوم من قوله : (لَتُبْعَثُنَ).