فأحياكم ، ثم يميتكم بدون اختياركم فالقادر على الإحياء والإماته وفعلا هو يحيى ويميت لا يحيل العقل أن يحيى من أحياهم ثم أماتهم وإنما لم يحيهم اليوم كما طلبتم لأنه لا فائدة من إحيائهم بعد أن أحياهم ثم أماتهم هذا أولا وثانيا إحياؤهم لكم اليوم يتنافى مع الحكمة العالية فى خلق هذه الحياة الدنيا والآخرة إذ خلقوا ليعملوا ، ثم يجازوا بأعمالهم خيرها وشرها. ولهذا قال ثم يجمعكم أي أحياء فى يوم القيامة للحساب والجزاء وقوله لا ريب فيه أي لا شك فى وقوعه ومجيئه إذ مجيئه حتمى لقيام الحياة الدنيا كلها عليه. ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا لأمرين الأول أنهم لا يفكرون ولا يتعقلون والثانى أنهم لتكذيبهم بالوحى الإلهى سدوا فى وجوههم طريق العلم الصحيح فهم لا يعلمون ، ولا يعلمون حتى يؤمنوا بالوحى ويسمعوه ويتفهموه.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير البعث والجزاء.
٢ ـ الرد على الدهريين وهم الذين ينسبون الحياة والموت للدهر وينفون وجود الخالق عزوجل.
٣ ـ بيان أن الكفار لا دليل لهم عقلى ولا نقليّ على صحة الكفر عقيدة كان أو عملا.
٤ ـ عدم إحياء الله تعالى للمطالبين بحياة من مات حتى يؤمنوا لم يكن عن عجز بل لأنه يتنافى مع الحكمة التى دار عليها الكون كله.
٥ ـ بيان أن أكثر الناس لا يعلمون وذلك لأنهم كذبوا بالوحى الإلهى فى الكتاب والسنة.
٦ ـ بيان انه لا علم صحيح إلّا من طريق الوحى الإلهى.
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً