ويخافون بها عقابه. وقوله (كَلَّا (١) وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) أي كلا أي ليس القول كما يقول من زعم من المشركين أنه يكفي أصحابه المشركين خزنة جهنم حتى يجهضهم عنها. (وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) ولى ذاهبا (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) أي أضاء وأقبل (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) أي أقسم تعالى بالقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر على أن جهنم (٢) لإحدى الكبر أي البلايا العظام (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) أي بني آدم ، وقال نذيرا ولم يقل نذيرة وهي جهنم لأنها بمعنى العذاب أي عذابها نذير للبشر. وقوله (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ) في طاعة الله ورسوله حتى يبلغ الدرجات العلا ، ومن شاء أن يتأخر في معصية الله ورسوله حتى ينزل الدركات السفلى.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ بيان الحكمة من جعل عدد الزبانية تسعة عشر والإخبار عنهم بذلك.
٢ ـ موافقة التوراة والإنجيل للقرآن من شأنها أن تزيد إيمان المؤمنين من الفريقين.
٣ ـ في النار من الزبانية ما لا يعلم عددهم إلا الله تعالى خالقهم.
٤ ـ جهنم نذير للبشر أي عذابها نذير للبشر لمن شاء أن يتقدم بالطاعة أو يتأخر بالمعصية.
(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ
__________________
(١) حرف ردع وإبطال والغالب أنها تقع بعد كلام من متكلم واحد ومتكلم وسامع فتفيد الردع عما تضمنه الكلام السابق ذهب ابن جرير إلى أنها هنا للردع وإبطال ما زعمه المشركون من القدرة على الزبانية كما في التفسير. وعليه فالوقف عليه مستحسن ومنهم من جعلها افتتاح كلام نحو ألا وعليه فالوقف لا يحسن عليها بل على القمر.
(٢) القول بأنها سقر أقرب من جهنم لتقدم ذكر سقر بلفظها والأمر واسع.