للإمطار وإنزال المطر والفارقات فرقا وهي آيات القرآن الكريم تفرق بين الحق والباطل والملقيات ذكرا (عُذْراً (١) أَوْ نُذْراً) وهي الملائكة تلقى بالوحي على من اصطفى الله تعالى من عباده للاعذار والانذار أي تعذر أناسا وتنذر آخرين هذا هو القسم والمقسم هو الله والمقسم عليه هو قوله جل ذكره (إِنَّما تُوعَدُونَ) أيها الناس من خير أو شر (لَواقِعٌ) أي كائن لا محالة وعليه فأصلحوا أعمالكم بعد تصحيح نياتكم فإن الجزاء واقع لا يتخلف أبدا ولا يتغير ولا يتبدل ومتى يقع هذا الموعود الكائن لا محالة والجواب يقع في يوم الفصل إذا فما هو يوم الفصل والجواب يوم يحضر الله الشهود من الملائكة والرسل ويفصل بين الناس ومتى يكون يوم الفصل والجواب (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) أي ذهب نورها ومحى (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) أي انشقت وتصدعت (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) (٢) أي فتت (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) أي حدد لها وقت معين تحضر فيه وهو يوم الفصل (وَما أَدْراكَ (٣) ما يَوْمُ الْفَصْلِ) تفخيم لشانه وإعلام بهوله وقوله تعالى (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ) أي يوم يقع الفصل العذاب الهائل الكبير (لِلْمُكَذِّبِينَ) بالله وبآياته ولقائه ورسوله.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء.
٢ ـ لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه وليس للعبد أن يقسم بغير خالقه عزوجل.
٣ ـ علامات القيامة وظاهرة الانقلاب الكوني العام وهي انطماس ضوء النجوم وانفراج السماء ونسف الجبال.
٤ ـ الوعيد الشديد بالويل الذي هو واد في (٤) جهنم تستغيث جهنم من حره للمكذبين بما يجب التصديق به من أركان الإيمان الستة ، والوعد والوعيد الإلهيين.
__________________
(١) قرأ نافع عذرا بإسكان الذال وبضمها في (نُذْراً) وسكن الذال فيهما معا حفص والنذر اسم مصدر بمعنى الإنذار وكذا عذرا وهما مفعولان لأجله أي لأجل الإعذار والإنذار أي الإعذار للمحقين والإنذار للمبطلين أو البشرى للمؤمنين والنذارة للكافرين.
(٢) نسف الجبال دكها وتصييرها ترابا مفرقا وتسييرها كالهباء في الهواء.
(٣) (ما أَدْراكَ) : استفهام ، وكذا ما يوم الفصل والمراد من الاستفهام الأول الاستبعاد والإنكار ومن الثاني التهويل من شأن يوم الفصل الذي هو يوم القيامة حيث تم الفصل فيه بين الخلائق ويتم بأن يكون فريق في الجنة وفريق في السعير.
(٤) قيل أن هذا الوادي هو مستنقع صديد أهل الشرك والكفر ليعلم أهل العقول أنه لا شيء أقذر منه قذارة ولا أنتن منه نتنا ولا أشد مرارة ولا أشد سوادا منه وصفه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأنه أعظم واد في جهنم.