عاريا عن عوض مثله) ، وهذا المعنى حاصل في الألم لو خلى من الاعتبار ؛ لأنه كان يمكن ويحسن إيصال نفع العوض إلى المؤلم من دون الألم ، وله أن يجيب بأن فائدته أن يصير العوض مستحقا وليس المستحق كالمتفضل به ، (و) إذا كان عبثا فلا شك أن (العبث قبيح والله يتعالى عن فعل القبيح).
والذي يدل من السمع أنه لا بد في الآلام من العوض قوله تعالى : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [التكوير : ٥] ولا وجه لحشرها إلا للعوض ، والذي يدل على أنه لا بد من الاعتبار قوله تعالى : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) فلو لم يكن مرادا لله تعالى لما أمر به ، والله أعلم.
(فثبت بهذه الجملة أن جميع الآلام والنقائص لا بد فيها من العوض والاعتبار).