للتفاسير ما له من الأحكام ؛ إذ هي عبارة عنه ولا قائل به.
قالوا : لو لم يكن متكلما فيما لم يزل بكلام قديم أو لذاته ، لكان أخرسا أو ساكتا كالشاهد.
والجواب : أن المرجع بالخرس إلى فساد آلة الكلام وبالسكوت إلى تسكينها عنه.
وأيضا فإذا اعتمد على الشاهد في ذلك فمعلوم أنّ الشاهد إذا لم يكن متكلما بهذه الحروف والأصوات كان أخرسا أو ساكتا ، فيلزم إذا لم يكن الباري متكلما فيما لم يزل أن يكون أخرسا (١) أو ساكتا.
وأما قول غير الأشعرية فهو أجدر بالضعف من مقالتهم ولا نحتاج في رده إلى تكلف ؛ إذ هو من التمحلات التي لا دليل عليها ، والله أعلم.
__________________
(١) في الأصل : أخرس ، والصواب : أخرسا.