وعن ابن عمر (١) أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، ثم يقوم مؤذن بينهم ، يا أهل الجنة : لا موت ، ويا أهل النار : كل خالد فيما هو فيه» (٢) أخرجه البخاري (٣) ومسلم ، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على ذلك (وهو إجماع المسلمين) في الصدر الأول ، ومن كان قبل هؤلاء المخالفين حتى أحدثوا هذا القول ، والإجماع حجة قاطعة كما وردت بذلك الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، (فثبت بذلك) الذي ذكرنا (خلود الكفار في النار) ، وبطل قول المخالفين ، على أن قولهم إنكار لما علم من الدين ضرورة كما ذكر في صدر المسألة فلا نشتغل بالحجاج فيه.
__________________
رجب سنة سبع وستين ومائتين.
(١) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن ، صحابي نشأ في الإسلام ، شهد فتح مكة ، ومولده ووفاته فيها ، وكفّ بصره في آخر حياته ، وهو آخر من توفي بمكة من الصحابة عام ٧٣ ه.
(٢) في شمس الأخبار بمعناه واللفظ مختلف ، قال الجلال : أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والدارمي ومسلم والترمذي والنسائي ، عن أبي سعيد وأبي هريرة.
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، مولده في شوال سنة ١٦٤ ه سمع الحديث ببلدة بخارى ، ثم رحل إلى عدة أماكن وسمع الكثير ، وألف الصحيح ، وفاته بسمرقند ليلة عيد الفطر سنة ٢٥٦ ه.