يدلك على ما قلناه أيضا أن الإمامة لا تبطل بعد أن ثبتت واستقرت إلا باختلال شرط ، أو حدث من الإمام يوجب الفسق ، ولا شك أن إمامة الحسن ـ عليهالسلام ـ ثابتة قبل الصلح قطعا ، ولم يخرج بالصلح عن شيء من الشروط ولا كان ذلك منه معصية لما سبق فضلا عن أن يكون فسقا.
وأما الكلام على القائلين بإمامة معاوية لعنه الله لأجل الغلبة ، أو لأجل أن الحسن سلّم الأمر إليه ، فالحجج على ذلك متسعة ، لكنه يكفينا في ذلك أنه باغ بلا إشكال لحربه لعلي ـ عليهالسلام ـ ولحديث عمار المتواتر والمتلقى بالقبول ، فإذا كان باغيا كان ظالما ، وهذا مما لا نزاع فيه ، وقد قال الله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤].
ولو قلنا : إن معاوية إمام ، لكان الخبر الذي أخبر الله به كاذبا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
تنبيه : قد جعل المصنف إمامة الحسن والحسين مسألتين ، وهما مسألة واحدة ، كما يجعله الكثير من السلف إذ الدليل فيهما واحد فقال :