وقالت الحشوية : لا يشترط ذلك ؛ لأنهم لا يشترطون إلا التغلب على الأمر ، لنا قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤] فإن المراد بالعهد الإمامة على ما يقضي به سياق الآية. قال جار الله عند تفسير قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤] : أن من كان ظالما في ذريتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة ، وإنما ينال من كان عادلا بريئا من الظلم ... إلخ ما قاله ، وقد استدل على ذلك بالإجماع أيضا من الصحابة.
(و) الثالث (الفضل) ولا خلاف فيه ، فإن الصحابة فزعوا يوم السقيفة إلى ذكر المناقب والمفاخر ، فعد الأنصار فضائلهم ، وحاجّهم أبو بكر بتقرير امتياز المهاجرين بالفضل ، واختلف ما ذا أريد بالفضل ، فقال (ص) بالله : ليس بشرط زائد ، بل المرجع به إلى جمع الشرائط التي للإمام التي هي العلم والورع ، والسخاء والشجاعة ، والقوة على تدبير الأمور وسياسة الجمهور ، وهو اختيار غيره أيضا ـ عليهالسلام ـ فلا ينبغي أن يعد شرطا مستقلا ، وقيل : المرجع به إلى الصلاح في الدين والعفة ، فيكون معناه معنى الورع.
قال بعضهم : الأصح أن المراد به أن يكون له من المحافظات على الطاعات والتجنب للمكروهات ما يعتاد كثير من الصالحين ، ويكون بينه وبين القبيح حاجز كما هو شيمة كثير من الصالحين من اعتياد كثير من الطاعات غير الواجبة ، وتجنب كثير مما لا يقطع بقبحه ، كما قيل : إن لكل ملك حمى ، وحمى الله محارمه.
قال الإمام عز الدين ـ عليهالسلام ـ : وليس المراد بالأفضل أن يكون أكثر ثوابا قطعا ، واختلف في هل يجب أن يكون أفضل أهل زمانه أولا؟
فقالت الإمامية : يوجب ذلك وقت الصحابة وبعدهم ، وقال أكثر المعتزلة والصالحية من الزيدية رواه عنهم ابن الملاحمي في الفائق : يكفي أن يكون من جملة أفاضلهم وقت الصحابة وبعدهم ، واستدلوا على ذلك بأن المرجع بالفضل إلى كثرة الثواب ، وذلك