مجهول. وأيضا فمعرفة الأفضل متعذرة بعد وقت الصحابة ؛ لكثرة الفضلاء وخفائهم ، وأيضا فقد جعل عمر الشورى في ستة متفاوتين في الفضل ولم ينكر عليه. ومنهم من قال : يجب أن يكون أفضل أهل زمانه في وقت الصحابة وبعدهم ، وقد نسبه كثير من أصحابنا إلى الزيدية.
قيل : وممن نص على ذلك الهادي ـ عليهالسلام ـ والقاسم والناصر (١) والمؤيد ، وحجة أهل هذا القول : أن الإجماع منعقد على جواز إمامة الأفضل ، ولا دليل يدل على جواز إمامة المفضول ، من كتاب ولا سنة ولا إجماع ، فوجب قصرها على الأفضل ، وما سبق من الصحابة من عد الفضائل وتقرير الامتياز فيها ، ويمكن أن يقال : ليس عدم الإجماع على جواز إمامة المفضول يقدح في ذلك ؛ لأن الأدلة قد دلت على وجوب الإمامة وعلى أن الإمام لا بدّ له من شرائط ، وقد حصلت في حق المفضول وافية ، فعلى المانع من صحة إمامته الدليل ، وأما فزع الصحابة ، فإنما يؤخذ منه أنّ الأفضل أولى ونحن لا ننكر ذلك.
(و) الرابع (الشجاعة) : والمراد أن يكون له من رباط الجأش ما يتمكن معه من تجييش الجيوش ، والوقوف في الصفوف ، وتعبئة العساكر وحثهم على القتال.
قال الإمام يحيى : ولا يلزم أن يكون حاصلا في الرتبة العلياء من الشجاعة.
قال الفقيه حميد : الواجب أن يعد واحدا من الشجعان سواء حصل ذلك بالقتل
__________________
(١) الناصر الأطروش : هو الإمام الناصر للحق : الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ، وهو الملقب بالأطروش ، والملقب بالناصر الكبير ، أحد أئمة الزيدية وعظماء الإسلام ، كان عالما مجتهدا ، زاهدا ورعا أديبا ، عظيم القدر واسع الصدر ، مولده سنة ٢٣٠ ، برّز في العلوم وبلغ فيها مبلغا عظيما ، ودعا إلى الله تعالى بأرض الديلم ودخل طبرستان ، وأسلم على يده عالم من الناس قال السيد في بسامته :
وكان إسلام جستان على يده |
|
في ألف ألف من العباد للشجر |
توفي ـ عليهالسلام ـ بآمل في شعبان سنة ٣٠٤.