مبتدئ إلا الإرادة فقط ، وجميع ما عداها من الأفعال المنسوبة إليه فهو متولد ، لكن لا من فعل العبد بل متولد بطبع المحل ولا تأثير لله تعالى فيه.
وقال تلميذه إبراهيم بن سيار النظام (١) : المباشر سواء كان بواسطة أولا ، فعل العبد ، والمتعدي فعل الله تعالى لكن لم يجعله طبعا للمحل فهو فعله بواسطة ذلك الطبع.
وقال قبة (٢) : بل المتعدي فعل الله يبتدئه ، وقال ثمامة (٣) : بل هو حدث لا محدث له ، لنا وجوده بحسب القصد والداعي دل على توليده من فعلنا كما تقدم ، وللمجبرة شبه لا طائل تحتها فلا نشتغل بإيرادها ، وهي مذكورة في البسائط.
__________________
(١) هو إبراهيم بن سيار النظام البصري المعتزلي ، أبو إسحاق يقال : هو مولى ، قال الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ في شرح الملل والنحل : قيل : إنه كان لا يكتب ولا يقرأ ، وقد حفظ التوراة والإنجيل والزبور مع تفسيرها ، قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم بالفقه والكلام من النظام ، وهو من الطبقة السادسة ، من طبقات المعتزلة ، ا. ه ، وسمي نظاما ؛ لأنه كان ينظم الكلام ، وقيل : كان ينظم الخرز ، توفي سنة بضع وعشرين ومائتين.
(٢) قبة : هو صالح قبة معتزلي من الطبقة السابعة.
(٣) ثمامة بن الأشرس : أبو معمر النميري البصري ذكره المهدي ـ عليهالسلام ـ في أول الطبقة السابعة ، قال الذهبي في الميزان : من كبار المعتزلة ومن رءوس الضلالة إلخ ، ، ما ذكره على عادته من وصم رجال العدل.