عليه من الاعتقاد ، وهيهات هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون. انتهى.
وأما شبههم بالمجوس فمن وجوه : أحدها : أنهم ينكحون أمهاتهم وأخواتهم ويقولون : كل ذلك من الله تعالى ، وقول المخالفين كذلك.
ومنها : أن المجوس علقوا المدح والذم والأمر والنهي بما لا يعقل ، وهو الطبع ، والمخالفون علقوا ذلك بما لا يعقل ، وهو الكسب.
ومنها : أن المجوس يعلقون المدح والذم بما لا اختيار في فعله ولا تركه ، يحكى أنهم يرمون بالبقرة من شاهق ، ويقولون : انزلي لا تنزلي ، فإذا وقعت على الأرض ، قالوا : غصب وأكلوا لحمها ، وكذلك مذهب الخصوم في المؤمن والكافر.
وأما الآثار الدالة على ذلك ؛ فلأنه قد روي (أنه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي لعنهم الله على لسان سبعين نبيا ، وهم القدرية والمرجئة ، قيل : يا رسول الله : من القدرية؟ قال : الذين يعملون المعاصي ، ويقولون : هي من الله تعالى ، قيل : ومن المرجئة؟ قال : الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل» (١).).
وروى القرشي في منهاجه قال : روي في الفائق (٢) أنه قال : «لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيا ، قيل : ومن القدرية يا رسول الله؟ قال : قوم يزعمون أن الله تعالى قدّر المعاصي عليهم وعذبهم عليها ، قيل : ومن المرجئة؟ قال : قوم يقولون : الإيمان قول بلا عمل» (٣).
__________________
(١) أخرجه من أصحابنا جمع كثير كالقاضي جعفر في الخلاصة ، والأمير الحسين في الينابيع وغيرهما ، وهو في رسائل العدل والتوحيد.
(٢) الفائق لابن الملاحمي.
(٣) هو في رسائل العدل والتوحيد إنقاذ البشر للشريف الرضي.