وفيه أيضا : وروى أبو الحسن عن محمد بن علي المكي (١) بإسناده أن رجلا قدم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من فارس فقال له النبي : «أخبرني بأعجب ما رأيت؟ قال : رأيت قوما ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم ، فإذا قيل لهم : لم تفعلون؟ قالوا : قضاه الله وقدّره ، فقال ـ عليهالسلام ـ : أما إنه سيكون في هذه الأمة قوم يقولون بمثل مقالتهم أولئك مجوس أمتي» (٢).
وروي فيه عن جابر بن عبد الله (٣) قال : «يكون في آخر الزمان قوم يعملون المعاصي ويقولون : قدرها الله تعالى ، الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله» (٤).
وعن الأصبغ بن نباتة (٥) قال : قام شيخ إلى علي ـ عليهالسلام ـ بعد انصرافه من صفين فقال : أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره؟ فقال علي ـ عليهالسلام ـ : (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ، ولا هبطنا واديا ، ولا علونا تلعة (٦) إلا بقضاء الله وقدره ، فقال الشيخ : عند الله أحتسب عناي ما أرى أنّ لي من
__________________
(١) هو محمد بن علي المكي من الطبقة الثامنة ، قال أبو القاسم : وهو إمام نيسابور.
(٢) ومثله ما روي عن أنس بن مالك أنه قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : «مجوس العرب وإن صلوا وصاموا القدرية» ا. ه. أخرجه أبو نعيم في الحلية ، وروي عن أبي هريرة وابن عمر وجابر عن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أنه قال : «القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ولا تصلوا عليهم ، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم فإنهم شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم به» أخرجه القاضي جعفر في خلاصة الفوائد والحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ورواه أبو داود في سننه. ا. ه. وأخرجه الحاكم الجشمي ـ رحمهالله ـ في جلاء الأبصار عن ابن عمر أن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال : «القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم» قال : وفي حديث جابر : «فإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم فإنهم شيعة الدجال». ا. ه.
(٣) جابر بن عبد الله صحابي من الطبقة الثامنة في الفقه والحديث.
(٤) هو في رسائل العدل والتوحيد.
(٥) من الشيعة المعاصرين لأمير المؤمنين علي ـ عليهالسلام ـ ، له من الكتب عهد أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ إلى مالك الأشتر النخعي ، ووصيته إلى ابنه محمد بن الحنفية.
(٦) قوله : ولا علونا تلعة ، التلعة : ما ارتفع من الأرض.