فقالا : حقيقة الظلم : هو الضرر القبيح ، والدليل على أن ذلك الضرر ظلم ، أن من علم ضررا هذا حاله علمه ظلما ، ومن لم يعلمه بهذه الصفة لم يعلمه ظلما ، (والظلم قبيح) بدليل أن القبح وعدمه يدور على العلم بكونه ظلما وجورا وعدما ، (والله تعالى لا يفعل القبيح) ، وقد جاء السمع بتصحيح ما ذكرنا (قال تعالى : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) [النجم : ٣٨](وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف : ٤٩] ، (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) [العنكبوت : ٤٠] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عدله وحكمته ، وبهذا نستدل على أن الله تعالى لا يعذب أطفال المشركين لفعل آبائهم القبائح.
(وأما أنه تعالى لا يفعل القبيح فقد تقدم بيانه) ، وتقدم الدليل عليه (فثبت بذلك أن الله لا يثيب أحدا إلا بعمله ، ولا يعاقبه إلا بذنبه).