كونه مريدا ككونه عالما في أنها تستحق للذات أو لمعنى قديم؟ فلم كانت إحداهما تطابق الأخرى أولى من العكس؟ وهلا طابقت القدرة كما هي مطابقة للعلم؟ أو هلا كانت القدرة والعلم مطابقين للإرادة؟ وما وجه هذه التحكمات من غير دليل؟
الشبهة الثانية : قالوا : لو وقع في ملك الله ما لا يريده لدل على عجزه قياسا على الشاهد.
والجواب أولا : بأنهم يمنعون قياس الغائب على الشاهد ويقولون لا يقاس بالناس فكيف قاسوا هنا؟
وثانيا : أنه معارض بالأمر ، فلو وقع في ملك الله خلاف ما أمر به أو ما نهى عنه لدل على عجزه قياسا على الشاهد بل مخالفة أمر الملك في الشاهد أدل على عجزه من مخالفة إرادته.
وأما السمعيات فقد منعوا من الاستدلال بها ؛ لتجويزهم القبيح على الله تعالى.
وأيضا فما ذكروه من الأدلة محتمل يجب رده إلى المحكم ، (فثبت بذلك أن الله تعالى لا يريد الظلم ولا يرضى لعباده الكفر ، ولا يحب الفساد) فبطل ما قاله المخالف.