فهو كافر هل تعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟ إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خصّ بها إبراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها ذكره فقال عزوجل : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فقال الخليل عليهالسلام سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) قال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة فصارت في الصفوة عليهمالسلام» (١).
الحديث السابع : محمد بن مسعود العياشي في تفسيره رواه باسانيد عن صفوان الجمّال قال: كنّا بمكة فجرى الحديث في قول الله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) (٢) قال: أتمهنّ بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي عليهمالسلام في قول الله (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣) ثم قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : يا رب ويكون من ذريتي ظالم ، قال : نعم فلان وفلان وفلان ومن اتبعهم. قال: يا رب فعجل لمحمد وعلي ما وعدتني فيهما وعجّل نصرك لهما وإليه أشار بقوله (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا ، وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إلى قوله (الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ) (٤) فاستثنى من آمن خوفا أن يقول له : لا كما قال له في الدعوة الأولى قال : ومن ذريتي ، قال : لا ينال عهدي الظالمين ، فلما قال الله : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) قال : يا رب ومن الذي متعتهم؟ قال : الذين كفروا بآياتي فلان وفلان وفلان» (٥).
الحديث الثامن : العياشي بإسناده عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله الله: (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أي لا يكون إماما ظالما» (٦).
الحديث التاسع : العياشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : «فقال : لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به» (٧).
الحديث العاشر : سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسى
__________________
(١) كمال الدين : ٦٧٥ / ٣١. معاني الأخبار : ٩٦ / ح ٢.
(٢) البقرة : ١٢٤.
(٣) آل عمران : ٣٤.
(٤) البقرة : ١٢٦.
(٥) المصدر السابق : ٥٨ / ح ٨٨.
(٦) المصدر السابق : ح ٨٩.
(٧) المصدر السابق : ح ٩٠.