تضرّ داود ، وأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن انفع قال رسول الله لعمه أبي طالب وهو في الموت قل : لا إله إلا الله اشفع لك بها يوم القيامة ولم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين وليس ذلك لأحد من الناس كلهم غير شيخنا اعني أبا طالب يقول الله عزوجل (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١) أيها الناس اسمعوا وعوا واتقوا الله وراجعوا وهيهات منكم الرجعة إلى الحق وقد صارعكم النكوص وخامركم الطغيان والجحود أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ، والسلام على من اتبع الهدى قال : فقال معاوية : والله ما نزل الحسن حتى اظلمت على الأرض ، وهممت أن أبطش به ثم علمت أن الاغضاء أقرب إلى العافية»(٢).
الحديث السابع والعشرون : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبيه عن عثمان أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال : لما ودّع الحسن بن علي عليهالسلام معاوية صعد معاوية المنبر وجمع الناس فخطبهم وقال : إن الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا وكان الحسن عليهالسلام أسفل منه بمرقات فلما فرغ من كلامه قام الحسن فحمد الله تعالى بما هو أهله ثم ذكر المباهلة فقال : «فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله من الأنفس بأبي ومن الأنبياء بي وبأخي ومن النساء بأمي ، وكنّا أهله ونحن له ، وهو منّا ونحن منه ، ولما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله في كساء لأمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ خيبري ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأمّي ولم يكن أحد يجنب في المسجد ويولد له فيه إلّا النبيصلىاللهعليهوآله وأبي تكرمة من الله تعالى لنا وتفضيلا منه لنا وقد رأيتم مكان منزلها من رسول الله وأمر بسد الأبواب فسدّها وترك بابنا فقيل له في ذلك فقال : أما إني لم أسدها وافتح بابه ولكن اللهعزوجل أمرني أن أسدها وافتح بابه وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبيّه صلىاللهعليهوآله ، ولم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض الله تعالى نبيّه صلىاللهعليهوآله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا وتوثب على رقابنا وحمل الناس علينا ومنعنا سهمنا من الفيء ، ومنع أمّنا ما جعل لها رسول الله صلىاللهعليهوآله واقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلىاللهعليهوآله لاعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها وما طمعت فيها يا معاوية فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء وابناء الطلقاء أنت وأصحابك ، وقد قال رسول
__________________
(١) النساء : ١٨.
(٢) أمالي الطوسي : ٥٦١ / مجلس ٢١ / ح ١.