يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال : فتطاولنا لها فقال : «ادعوا إلي عليا» فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي» (١).
الحديث الثالث : الثعلبي في تفسيره قال : قال مقاتل والكلبي : لما قرأ رسول اللهصلىاللهعليهوآله هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة فقالوا له : حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا فخلا بعضهم الى بعض فقالوا للعاقب ـ وكان ديانهم وذا رأيهم ـ : يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى إن محمد نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم والله ما لاعن قوم قط نبيّا فعاش كبيرهم ، ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم ذلك لتهلكن وان أبيتم الا تلف دينكم والاقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد غدا رسول الله محتضنا الحسن واخذ بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم : «إذا أنا دعوت فأمّنوا» فقال اسقف نجران : يا معشر النصارى : إن لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض من نصراني إلى يوم القيامة قالوا : يا أبا القاسم لقد رأينا أن لا نلاعنك وان نتركك على دينك ونثبت على ديننا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فإن أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم» فأبوا فقال : «فاني أنابذكم».
فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا على أن نؤدّي إليك في كل عام ألفي حلة ألف في صفر وألف في رجب فصالحهم النبيصلىاللهعليهوآله على ذلك وقال : «والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي عليهم نارا ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله حتى الطير على الشجرة ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا فقال الله تعالى (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فإن تولّوا اعرضوا عن الإيمان (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) (٢) (٣).
الحديث الرابع : أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الواسطي في مناقبه قال : أخبرني محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي داود قال :
__________________
(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٢١.
(٢) آل عمران : ٦٣.
(٣) العمدة : ١٨٩ / ٢٩٠ عن الثعلبي.