في قربى المسلمين قال : فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلّا ذكرته فقال لي : «إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة» قلت : وكيف اصنع؟ قال : «اصلح نفسك ثلاثا» واظنه قال «وصم واغتسل وأبرز أنت وهو إلى الجبال فشبّك اصابعك من يدك اليمنى في اصابعه ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل : اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع عالم الغيب والشهادة الرّحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا وادّعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم ردّ الدعوة عليه فقل : وإن كان فلان جحد حقا وادّعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما» ثم قال لي : «فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه فو الله ما وجدت خلقا يجيبني إليه» (١).
الحديث الخامس : ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : «من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) يدخله الجنة وهو قول الله عزوجل : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) يقول : أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) يقول متكلفا : إن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض. أما يكفي محمد أن يكون قهرنا عشيرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا فقالوا ما انزل الله هذا وما هو إلا شيء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا (٢) ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا وأراد الله عزوجل ذكره أن يعلم نبيّهصلىاللهعليهوآله الذي اخفوا في صدورهم واسرّوا به فقال في كتابه عزوجل : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) يقول : لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم ، وقد قال الله عزوجل : (يَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) يقول الحق: لأهل بيتك الولاية أنه عليم بذات الصدور ويقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك : وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (٣).
الحديث السادس : ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان
__________________
(١) الكافي : ٢ / ٥١٣ ح ١.
(٢) الكافي : ٨ / ٣٧٩ ح ٥٧٤.
(٣) الأنبياء : ٣.