النبيّون قبلي وأنا وارث وموروث فلا تكذبنكم أنفسكم.
أيها الناس : الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلام ومعادن العلم عليّ أخي ووزيري وأميني والقائم من بعدي بأمر الله وأمري والموفي بذمتي ومحيي سنتي وهو أول الناس إيمانا وآخرهم بي عهدا عند الموت وأولهم لقاء إليّ يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم أيها الناس من كانت له تبعة أو دين فليأت علي بن أبي طالب عليهالسلام فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة» (١).
الحديث الثاني : محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب (الغيبة) قال : أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الجبري (٢) قال : حدّثنا محمد بن زيد بن عبد الرّحمن التيمي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد فقال : يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عما يعينه (٣) ، فطلع رجل طوال يشبه رجال مصر فسلم على رسول الله فجلس فقال : يا رسول الله إني سمعت الله عزوجل يقول فيما أنزل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فما هذا الحبل الذي أمرنا لله بالاعتصام به ولا نتفرق عنه؟ فاطرق رسول اللهصلىاللهعليهوآله مليا ثم رفع رأسه فاشار بيده إلى علي وقال : «هذا حبل الله الذي من تمسّك به عصم به في دنياه ولم يضل في آخرته» فوثب الرجل إلى علي عليهالسلام فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول : اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله ثم قام فولى فخرج. فقام رجل من الناس فقال : يا رسول الله ألحقه فأسأله أن يستغفر الله لي؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اذا تجده موفقا ، قال : فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له ، قال له : أفهمت ما قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله وما قلت له؟ قال : نعم ، قال : فإن كنت مستمسكا بذلك الحبل يغفر لك الله وإلا فلا غفر (٤) الله لك (٥).
الحديث الثالث : الشيخ في أماليه قال : أخبرني أبو عمر ـ ويعني ابن مهدي ـ قال : حدّثنا أحمد ـ يعني ابن عقدة ـ قال : حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال : حدّثنا حسن بن حسين قال : حدّثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس : هو عمر بن راشد أبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهمالسلام في قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «نحن من النعيم وفي قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً
__________________
(١) خصائص الأئمة : ٧٢ ، وكتاب الطرف لابن طاوس : ٢٥ ـ ٢٧ ، والبحار : ٢٢ / ٤٨٤ ح ٣١.
(٢) في المصدر : الحميري.
(٣) في المصدر : يعنيه.
(٤) في المصدر : يغفر.
(٥) غيبة النعماني : ٤١ / ح ٢ / باب ٢.