الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنّت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطعيه انكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي : الحقي براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة : لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردّها ، فبينما هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عزوجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ، وأعلم يا محمد أن أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا واضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد» (١).
الحديث العشرون : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويقولون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وقوم يتولونكم وليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق ، قال : فاستوى أبو عبد الله عليهالسلام جالسا فأقبل عليّ كالغضبان ثم قال : «لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان الله بولاية إمام عادل من الله ، قلت : لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ قال : نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثم قال : ألا تسمع لقول الله عزوجل : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (٢) يعني ظلمات الذنوب إلي نور التوبة والمغفرة بولايتهم كل إمام عادل من الله ، وقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولّوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب الله لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» (٣).
الحديث الحادي والعشرون : ابن يعقوب بإسناده عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال الله تبارك وتعالى لأعذبنّ كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها برّة تقية ، ولأعفونّ عن كل رعية في الإسلام دانت
__________________
(١) الكافي : ١ / ١٨٤ ح ٨ باب معرفة الإمام.
(٢) البقرة : ٢٥٩.
(٣) أصول الكافي : ١ / ٣٧٦ ح ٣ باب فيمن دان الله بغير إمام.