فهذا حاصل هذه الطريقة إلا أنه طول في تقسيمات هذا الدليل في كتاب المبدأ والمعاد. وهذا الدليل كما نراه مأخوذ من باب الأولى والأخلق ، وأنه لا يفيد إلا الظن الضعيف. فهذا تمام كلمات الناس في إثبات كونه تعالى عالما. وبالله التوفيق (١)
ومن الناس من ذكر في إثبات كونه تعالى عالما وجوها أخرى [نذكر منها] (٢) :
الأول : إن الباري تعالى أكمل الموجودات ، وصفة العلم صفة كمال وعدمه نقص فوجب الجزم بكونه تعالى موصوفا بهذه الصفة. وبهذا الطريق تبين كونه تعالى عالما بجميع المعلومات ، تنزيها له عن الجهل.
والوجه الثاني : وهو أن الواحد منّا عالم. فهذا العلم إنما حدث من الله تعالى ، إما بواسطة أو بغير واسطة. وكل كمال حصل للمعلول فإن ثبوته للعلة أولى ، فوجب الحكم بكونه تعالى عالما بجميع المعلومات. والله أعلم.
__________________
(١) من (م).
(٢) زيادة.