يكون عين ذاته ، وإما أن يكون غير ذاته ، والقسمان باطلان (١) فبطل الملزوم ، أما الحصر فظاهر.
وأما أنه يمتنع أن يكون علمه بالمعلومات عين (٢) ذاته فلوجوه :
الأول : إنا نعلم بالضرورة أن قولنا : واجب الوجود فإنه لا يفيد شيئا. وقولنا : واجب الوجود عالم يفيد معنى منظوما ، ولو لا التغاير لما حصل الفرق.
الثاني : إن نقيض قولنا : إنه واجب الوجود لذاته (٣) هو أنه ليس واجب الوجود. ونقيض قولنا : إنه عالم هو أنه ليس بعالم. ومعلوم بالضرورة ، أن قولنا : إنه عالم لا يناقضه قولنا إنه ليس واجب الوجود. وقولنا : إنه واجب الوجود لا يناقضه قولنا : إنه ليس بعالم ، ولو لا أن المفهوم من قولنا : إنه عالم ليس نفس المفهوم من قولنا : إنه واجب الوجود لذاته. لما صحت هذه الأحكام.
والثالث : إنا إذا قلنا : واجب الوجود عالم. فهذه قضية مفهومة ، قابلة للتصديق والتكذيب في الشك والشبهة. وكل قضية يكون محمولها غير موضوعها ، فإنها لا تكون كذلك.
والرابع : وهو أنه يمكننا تعقل كونه واجب الوجود لذاته مع الشك في كونه (عالما ، ويمكننا تعقل كونه عالما مع الشك في كونه) (٤) واجب الوجود لذاته. وذلك يوجب التغاير فإن المعلوم مغاير لما ليس بمعلوم.
والخامس : أنا بينا أن العلم عبارة عن التعلق المخصوص وعن النسبة المخصوصة ، وذاته تعالى ذات قائمة بنفسها ، ومن المعلوم بالضرورة أن الذات
__________________
(١) علمه عين ذاته ليس باطلا. فإن الناس رأوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم عالما. ولم يقولوا إن جسده شيء ، وعلمه شيء.
(٢) في (س) غير.
(٣) لذاته (س).
(٤) من (م).