القسم الثاني : الأسماء الدالة على كيفية الوجود :
واعلم أن هذه الكيفية نوعان :
أحدهما : الوجوب والآخر : الدوام.
أما الاعتبار الأول ففيه ثلاثة أسماء : الأول : قولنا واجب الوجود لذاته وذلك يفيد أنه يستحق الوجود من ذاته المخصوصة ، ولذاته المخصوصة ، وقريب من هذا اللفظ قولنا بالفارسية : «خداى» وأصل هذه اللفظة قولهم : خودآى ، ومعناه : بنفسه جاء ، والمراد من هذا المجيء ، الوجود. فصار قولنا : «خداى» أي بنفسه وجد. وذلك هو اللفظ المطابق لقولنا : واجب الوجود لذاته.
الاسم الثاني : القوي قال تعالى : (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (١) وذلك لأن الشيء الذي لا يقبل التغيير يقال : إنه قوي. فكونه تعالى بحيث لا يقبل العدم في ذاته البتة ، هو المراد من القوة. ويمكن أن يقال : المراد من القوة : هو كونه مؤثرا في غيره ، والمراد بكونه متينا بحيث لا يقبل الأثر من غيره ، وهذا أحسن.
الثالث : القيوم وهو اسم لما يكون قائما بذاته مقوما لغيره ، فكونه قائما بذاته. معناه: أنه يكون موجودا لذاته وبذاته ، فلا جرم يستغني عن كل ما سواه (وكونه مقوما لغيره: معناه. أنه هو المكون لكل ما سواه) (٢) وهو الموجد لكل ما عداه ، والذات الموصوفة بكونها قائمة بذاتها ، ومقومة لغيرها هو الكامل في القيام ، فلهذا سمي قيوما.
وأما النوع الثاني من كيفيات الوجود فهو الدوام. وفيه أنواع من الأسماء :
الاسم الأول : القديم واعلم أن القديم هو الذي لا أول لوجوده. وقد يراد به : الذي طالت مدة وجوده. قال تعالى : (إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ
__________________
(١) الذاريات (٥٨).
(٢) من (م).