وأصل الْإِنْذَارِ : الإعلام. يقال : أَنْذَرْتُهُ أُنْذِرُهُ إِنْذَاراً ، إذا أعلمته ، فأنا مُنْذِرٌ ونَذِيرٌ : أى معلم ومخوّف ومحذّر. ونذرت به ، إذا علمت.
(س) ومنه الحديث «فلمّا عرف أن قد نَذِرُوا به هرب» أى علموا وأحسّوا بمكانه.
(س) ومنه الحديث «انْذَرِ القومَ» أى احْذَرْ منهم ، واستعدّ لهم ، وكن منهم على علم وحذر.
وفيه ذكر «النّذر» مكرّرا. يقال : نَذَرْتُ أَنْذِرْ ، وأَنْذُرُ نَذْراً ، إذا أوجبت على نفسك شيئا تبرّعا ؛ من عبادة ، أو صدقة ، أو غير ذلك.
وقد تكرر فى أحاديثه ذكر النّهى عنه. وهو تأكيد لأمره ، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه ، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل ، لكان فى ذلك إبطال حكمه ، وإسقاط لزوم الوفاء به ، إذ كان بالنهى يصير معصية ، فلا يلزم. وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجرّ لهم فى العاجل نفعا ، ولا يصرف عنهم ضرّا ، ولا يردّ قضاء ، فقال : لا تَنْذِرُوا ، على أنكم قد تدركون بِالنَّذْرِ شيئا لم يقدّره الله لكم ، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم ، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا ، فاخرجوا عنه بالوفاء ، فإن الذى نذرتموه لازم لكم.
(ه) وفى حديث ابن المسيّب «أن عمر وعثمان قضيا فى الملطاة بنصف نذر الموضحة» أى بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة. وأهل الحجاز يسمّون الأرش نَذْراً. وأهل العراق يسمّونة أرشا.
(باب النون مع الراء)
(نرد) ـ فيه «من لعب بِالنَّرْدَشِيرِ فكأنما غمس يده فى لحم خنزير ودمه» النَّرْدُ : اسم أعجمى معرّب. وشير : بمعنى حلو (١).
(نرمق) ـ فى حديث خالد بن صفوان «إن الدّرهم يكسو النَّرْمَقَ» النَّرْمَقُ : اللَّيِّنُ.
__________________
(١) فى القاموس : «النّرد ، معرّب. وضعه أردشير بن بابك ، ولهذا يقال النّردشير».