الإطلاق حيث لا قرينة تدلّ الألف ولام التعريف إذا دخلا على الطبيعة على تعيين الجنس فيكون ظاهرها الأوّلي هو إرادة الجنس ، فالمعرّف بالألف واللام للجنس عند الإطلاق إذا لم تكن قرينة على إرادة الفرد.
وهذا مراد صاحب المعالم رحمهالله من أنّ الألف واللام لتعريف الجنس حيث لا عهد في البين وأمّا إذا قامت القرينة على عدم كون الإشارة الى الطبيعة ، بل أشار الى الفرد فإن كان في البين قرينة على الفرد المعيّن الخارجي من الطبيعة فتكون الألف واللام إشارة الى العهد الخارجي لقيام القرينة عليه وإن كانت إشارة الى فرد معيّن في الذهن ، فيكون الألف واللام إشارة الى العهد الذهني بعد قيام القرينة على هذا.
وإن قامت القرينة على عدم كونهما اشارة الى نفس الطبيعة بل يكونان مشيرا الى الفرد ولم تقم قرينة على الإشارة الى فرد معيّن في الخارج أو في الذهن فيكون المعرف بالألف واللام للاستغراق ؛ لأنّ بعد عدم كون الإشارة الى الطبيعة وبعد عدم الإشارة الى فرد معيّن مع كون الألف واللام للإشارة فلا بدّ من أن يكون الألف واللام إشارة الى كلّ الأفراد مثلا في قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يستفاد منه بقرينة : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) كون الألف واللام في (الانسان) مشيرا الى الأفراد وبعد عدم القرينة على تعيين الفرد نستفيد الاستغراق من الانسان.
فظهر لك أنّ في كل هذه الموارد استعمل الألف واللام في معنى نفسه وهي الإشارة ، غاية الأمر الاشارة إن كانت الى الطبيعة فنقول بأنّ الألف واللام للجنس ، وإن كانت الإشارة الى فرد معيّن خارجي أو ذهني نعبّر بالألف واللام عن العهد الخارجي أو الذهني ، وإن كانت الإشارة الى جميع الأفراد نعبّر بالألف واللام عن الاستغراق.
وظهر لك أنّ المعرّف بألف ولام في الجنس وفي الاستغراق وفي العهد الخارجي