فصبّحت والطّير لم تكلّم |
|
جابية (١) طمّت بسيل مفعم (٢) |
وقال تعالى : (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) [الآية ٥] أي : فيتّخذوا لك كيدا.
وليست مثل (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) (٤٣).
بإيصال الفعل إليها باللام ، كما يوصل ب «الى» ، كما تقول : «قدّمت له طعاما» تريد : «قدّمت إليه». وقال تعالى (يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ) [الآية ٤٨] ومثله (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ) [يونس / ٣٥] وإن شئت كان (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) في معنى «فيكيدوك» ، بجعل اللام مثل اللام في قوله تعالى (لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (١٥٤) [الأعراف] وقوله سبحانه (لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (١٥٤) إنّما هو : «لمكان ربّهم يرهبون».
وقال تعالى : (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ) [الآية ٩] وليس الأرض هاهنا بظرف. ولكن حذف منها «في» ثم أعمل فيها الفعل ، كما تقول «توجّهت مكّة».
وقال تعالى : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) [الآية ١٤] و «العصبة» و «العصابة» جماعة ليس لها واحد (٣) ك «القوم» و «الرّهط».
وقال تعالى : (بِدَمٍ كَذِبٍ) [الآية ١٨] بجعل «الدّم» «كذبا» لأنه كذب فيه كما تقول «الليلة الهلال» فترفع ، وكما قال تعالى (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) [البقرة / ١٦] (٤).
وقال تعالى : (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) [الآية ١٩] بالتذكير بعد التأنيث لأنّ «السيّارة» في المعنى للرجال (٥).
وقال تعالى : (مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي) [الآية ٢٣] أي : أعوذ بالله معاذا. جعله بدلا من اللفظ بالفعل ، لأنه مصدر ، وإن كان غير مستعمل مثل «سبحان» ، وبعضهم يقول «معاذة الله» ، ويقول «ما
__________________
(١). جاء في الهامش : الجابية : الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. يجبى أي : يجمع ، قاله الجوهري.
(٢). الرجز في الصحاح «فعم» واللسان «طمم» و «فعم» و «كلم» وفي أول مواضعه من اللسان ب «خابية» وفي ثالث مواضعه منه ب «حفّت». وهو في الصحاح ١ / ٢٣.
(٣). نقله في التهذيب ٢ / ٤٦ «عصب».
(٤). قد نقله في التهذيب ١٠ / ١٦٧ وزاد المسير ٤ / ١٩٣.
(٥). نقله في زاد المسير ٤ / ١٩٣.