يصحّ أن يقابلوها باتخاذ أنداد له ، سبحانه.
ثم عاد السياق إلى ذكر تلك النعمة الخاصة فشرحها وبيّن كيف بدّلوا فيها ؛ فذكر أن إبراهيم دعا ربه أن يجعل مكّة بلدا آمنا ، وأن يجنّبه وبنيه عبادة الأصنام ، وأنه شكا لربه أنه أسكن ذريته من ابنه إسماعيل بواد غير ذي زرع عند بيته المحرّم ليعبدوه فيه ، وأنه سأله أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم بالحجّ وغيره ، إلى غير هذا ممّا حكاه عنه.
ثم عاد السياق إلى ترهيبهم ، فذكر أنه سبحانه ، ليس بغافل عمّا يفعلون ، وأنه يؤخّر عذابهم ليوم تشخص فيه أبصارهم من شدته ، وأنه إذا أتاهم يسألونه أن يؤخّرهم إلى أجل قريب ليجيبوا دعوته ويتّبعوا رسله ، وأنه يجيبهم بتذكيرهم بأنهم كانوا يقسمون من قبل : ما لهم من زوال إلى حياة أخرى ؛ وبأنهم سكنوا في مساكن الذين كذّبوا قبلهم ، وتبيّن لهم ما فعل بهم ، فلم يعتبروا بما حصل لهم. ثم ذكر أنهم قد مكروا مكر أولئك الذين سكنوا في مساكنهم ، وأنه ليس بغافل عن مكرهم ؛ ونهى النبي (ص) أن يظن أنه مخلف وعده بعذابهم ؛ ثم ذكر أنه سيأتي يوم تبدّل فيه الأرض غير الأرض ، ويبرزون إليه مقرّنين في الأصفاد ، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ؛ وأنه سبحانه يعيدهم في ذلك اليوم ليجزي كل نفس ما كسبت ، إنه سريع الحساب (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٥٢).