ينصرون. وأمره أن يستمر على إقامة الصلاة في أوقاتها ، وأن يصبر على تكذيب قومه له : (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١١٥).
ثمّ عاد سبحانه الى أولئك الذين قصّت أخبار هلاكهم ، فذكر سبحانه أنه لم يكن فيهم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممّن أنجاهم ، وأنهم اتّبعوا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ، وأنه لم يكن ليهلك تلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ، وأنه لو شاء لجعلهم مصلحين جميعا ولا يزالون مختلفين إلّا من رحمه ، ولذلك خلقهم : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (١١٩).
ثم ذكر للنبي (ص) ما قصّ من أنباء الرسل ليثبّت به فؤاده ، وأنه جاءه في هذه السورة القصص الحقّ وموعظة وذكرى للمؤمنين ، وأمره أن يخبر الذين لا يؤمنون بما جاء فيه من الوعيد بالعذاب ، أن يعملوا ما يقدرون لمنعه ، لأنه سيعمل لتحقيقه ، وأمرهم أن ينتظروه لأنه والمؤمنين ينتظرونه لهم : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٢٣).