بأن تعقد حلقة للسحر يتحدّون بها موسى ، وما معه من آيات ، تشبه السحر في ظاهرها ، ليخرجوا منها في النهاية بأن موسى ليس إلا ساحرا ماهرا.
والموقف الثاني موقف المبارزة بين السحرة وموسى (ع) ، فقد ألقى السحرة حبالهم وعصيّهم ، وتحركت الحبال والعصيّ فبهرت جميع الناس وأرهبتهم ، ثم ألقى موسى عصاه في الأرض ، فانقلبت حية هائلة لها شفتان طويلتان ، شفة في الأرض تبتلع جميع الحبال والعصيّ التي ألقاها السحرة ، وشفة مرفوعة إلى أعلى. ثم أمسك موسى (ع) بعصاه فعادت كما كانت ، وبطل السحر وعلا صوت الحق. ولكن السياق يختصر المشاهد هنا لأنها ليست مقصودة في هذا المجال ، ويسدل الستار ليرفع على موسى (ع) ومن آمن معه وهم قليل ، وهذه إحدى عبر القصة المقصودة :
(فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ) [الآية ٨٣].
وفي هذا الموضع تفيد الآيات ، أن الذين أظهروا إيمانهم وانضمامهم إلى موسى (ع) من بني إسرائيل ، كانوا هم الفتيان الصغار لا مجموعة الشعب الإسرائيلي ، وأنهم تعرضوا للارهاب من فرعون ، ولكن موسى ثبّتهم على الإيمان ، ودعا موسى ربه أن ينجي المؤمنين ، وأن يهلك الكافرين ، فاستجاب الله دعاءه ، وجاء الموقف الحاسم. والمشهد الثالث والأخير في قصة التحدي والتكذيب ، هو غرق الطغاة الظالمين ، ونجاة من آمن بالمرسلين.
* * *