وقال عنه : أما صفاته فانها من أجمل وأفضل ما يتحلى به انسان ـ كان رحمهالله خفيف الطبع عذب الروح حلو المعاشرة حاضر النكتة غزير الحفظ واسع الرواية قيل له : كم تحفظ من بدائع الشعر وروائعه فأجاب : لو لا أن شيخي أبا تمام جمع محاسن الجاهليين والاسلاميين في حماسته المشهورة لجمعت أنا لكم من حفظي هذه الحماسة. وكان يجل أبا تمام كثيرا ويعجب به اعجابا شديدا ويعده اماما له ، والغريب انه رثاه على بعد ما بينهما من الزمن بقصيدة بليغة يقول فيها :
يا راكبا وجناء
عيدية (١) |
|
لم يترك الوخد لها
من سنام |
ان جئت للحدباء
قف لي بها |
|
وأبلغ أبا تمام
عني السلام |
وقل له بشراك يا
خير من |
|
سام القوافي
الغر من نسل سام |
فضلك أحياك كأن
لم تبت |
|
بالخلد هاتيك
العظام العظام |
ومن غرر الشعر قصيدته في الامام أمير المؤمنين علي عليهالسلام وهذا المقطع الاول منها :
غاية المدح في
علاك ابتداء |
|
ليت شعري ما
تصنع الشعراء |
يا أخا المصطفى
وخير ابن عم |
|
وأمير ان عدت
الامراء |
ما نرى ما
استطال الا تناهى |
|
ومعاليك ما لهن
انتهاء |
فلك دائر اذا
غاب جزء |
|
من نواحيه أشرقت
أجزاء |
أو كبدر ما
يعتريه خفاء |
|
من غمام الا
عراه انجلاء |
يحذر البحر صولة
الجزر لكن |
|
غارة المد غارة
شعواء |
__________________
١ ـ عيدية نسبة الى فحل شهير من فحول الابل.