مضمون الخطاب وجعل الايجاب الذى هو مضمونه بزعمهم منوطا بوجود الموضوع والشرط خارجا بحيث يوجب فرض الموضوع فرض محموله وادخلوا مثل هذه الخطابات ايضا فى القضايا الحقيقية مع ان مضامين الخطابات التكليفية على ما عرفت بما لا مزيد عليه اجنبية عن هذا المرتبة بمراحل (١). ثم ان للعلامة الاستاد كلام فى تصويره اناطة فعليّة البعث فى المشروطات بوجود الشرط خارجا مع التزامه بكفاية وجوده اللحاظى (٢) فى توجّه اشتياقه (٣) وملخصه انه من الممكن قيام مفسد فى بعثه قبل وجود شرطه فلا جرم يصير بعثه منوطا بانتفاء المفسدة الملازم لوجود شرطه خارجا (٤) ، ولكن
______________________________________________________
(١) وذلك فان مضمون الخطاب وهى الارادة والاشتياق يكون عند فرض الموضوع وقيوده فى اللحاظ والذهن فى الرتبة المتقدمة وابرازها متاخر عنها برتبة وعلم المكلف وتطبيقه فى الرتبة الثالثة حتى يوجب محركية الخطاب فكيف يؤخذ ما هو فى الرتبة الثالثة وهو وجود الخارجى الموضوع وقيوده فى الرتبة السابقة عليه بمراحل فليس إلّا تقدم الشى على نفسه وهو محال.
(٢) قال صاحب الكفاية ج ١ ص ٢٢٣ لا يخفى ان كون وجود الطبيعة او الفرد متعلقا للطلب انما يكون بمعنى ان الطالب يريد صدور الوجود من العبد وجعله بسيطا لا انه يريد ما هو صادر وثابت فى الخارج ـ وانه لا بد فى تعلق الطلب من لحاظ الوجود او العدم معها فيلاحظ وجودها فيطلبه ويبعث اليه لى يكون ويصدر منه الخ.
(٣) قال صاحب الكفاية ج ١ ص ١٥١ فالحرى ان يقال ان الواجب مع كل شيء يلاحظ معه ان كان وجوبه غير مشروط به فهو مطلق بالإضافة اليه وإلّا فمشروط كذلك وان كان بالقياس الى شىء آخر بالعكس ثم الظاهر ان الواجب المشروط كما اشرنا اليه نفس الوجوب فيه مشروط بالشرط بحيث لا وجوب حقيقة ولا طلب واقعا قبل حصول الشرط الخ.
(٤) قال صاحب الكفاية فى ج ١ ص ١٥٤ المنشا اذا كان هو الطلب على تقدير حصوله فلا بد وان لا يكون قبل حصوله طلب وبعث وإلّا لتخلف عن انشائه وانشاء امر على تقدير كالاخبار به بمكان من الامكان ـ اى ان قال ـ كما يمكن ان يبعث فعلا