وفني من فني منهم قالوا : نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما ساح فلان ونتخذ دورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم ، لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم ، فلما بعث النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يبق منهم إلا القليل انحطّ صاحب الصومعة من صومعته وجاء السائح من سياحته وصاحب الدّير من ديره ، فآمنوا به وصدّقوه ، فقال الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) أجرين بإيمانهم بعيسى ونصب أنفسهم والتوراة والإنجيل ، وبإيمانهم بمحمد وتصديقهم (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) القرآن واتباعهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى ، والبيهقي في الشعب ، عن أنس أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إن لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله». وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري في قوله : (كِفْلَيْنِ) قال : ضعفين ، وهي بلسان الحبشة. وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) قال : الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزءا من رحمة الله.
* * *