عن الطريق (أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) بشعلة مقتبسة (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧)) لكى تدفؤوا وكان فى شدة من الشتاء (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) بوركت النار ، ويقال : بورك من دنا من النار (وَمَنْ حَوْلَها) من الملائكة (١)(وَسُبْحانَ اللهِ) نزه نفسه (رَبِّ الْعالَمِينَ (٨)) سيد الجن والإنس (يا مُوسى إِنَّهُ) الذى دعاك (أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ) بالنقمة لمن لا يؤمن بى (الْحَكِيمُ (٩)) فى أمرى وقضائى أمرت أن لا يعبد غيرى (وَأَلْقِ عَصاكَ) من يدك فألقاها (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ) تتحرك (كَأَنَّها جَانٌ) حية لا صغيرة ولا كبيرة (وَلَّى مُدْبِراً) أدبر هاربا منها (وَلَمْ يُعَقِّبْ) لم يلتفت إليها من خوفها قال الله : (يا مُوسى لا تَخَفْ) منها (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَ) عندى (الْمُرْسَلُونَ (١٠)).
(إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤) وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠))
(إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) ولا من ظلم (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ) ثم تاب بعد ذلك فإنه ينبغى له أن لا يخاف عندى أيضا (فَإِنِّي غَفُورٌ) متجاوز لمن تاب (رَحِيمٌ (١١)) لمن مات على التوبة (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) فى إبطك (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) من غير برص اذهب (فِي تِسْعِ آياتٍ) من تسع آيات (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) القبط (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢)) كافرين (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا) موسى بآياتنا (مُبْصِرَةً) مبينة بعضها على أثر بعض (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣)) كذب بين ما جئتنا به يا
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٩ / ٨٢) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٢٨٦) ، والبحر المحيط (٧ / ٥٦).