موسى (وَجَحَدُوا بِها) بالآيات كلها (ظُلْماً) خلافا واعتداء (وَعُلُوًّا) يقول : عتوا وتكبرا (وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) بعد ما استيقنت أنفسهم أنها من الله مقدم ومؤخر (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤)) آخر أمر المشركين فرعون وقومه كيف أهلكناهم فى البحر (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (داوُدَ) بن إيشا (وَسُلَيْمانَ) بن داود (عِلْماً) وفهما بالنبوة والقضاء (وَقالا) كلاهما (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر والمنة لله (الَّذِي فَضَّلَنا) بالعلم والنبوة (عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) ملك داود من بين أولاده ، وكان لداود تسعة عشر ابنا (وَقالَ) سليمان (يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا) فهمنا (مَنْطِقَ الطَّيْرِ) كلام الطير (وَأُوتِينا) أعطينا (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) علم كل شىء فى مملكتى (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦)) المن العظيم من الله على (وَحُشِرَ) سخر وجمع (لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ) جموعه (مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)) أولهم على آخرهم (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ) مضوا على واد فيه النمل (قالَتْ نَمْلَةٌ) عرجاء يقال : لها منذرة (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) جحركم (لا يَحْطِمَنَّكُمْ) لا يكسرنكم ولا يدوسنكم (سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨)) بكم ، ويقال : وهم يعنى جنود سليمان لم يشعروا بقول النملة (فَتَبَسَّمَ) سليمان (ضاحِكاً) تعجبا (مِنْ قَوْلِها) من قول النملة لأنه علم كلامها دون جنوده (وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي) ألهمنى (١)(أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) أؤدى شكر نعمتك (الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ) مننت على بالتوحيد (وَعَلى والِدَيَ) بالتوحيد (وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً) خالصا (تَرْضاهُ) تقبله (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ) فضلك (فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩)) مع عبادك المرسلين الجنة (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) طلب الطير فلم ير الهدهد مكانه (فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) مكانه (أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠)) يقول : إن كان من الغائبين من بين الطيور.
(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ
__________________
(١) انظر : تفسير القرطبى (١٣ / ١٧٦) وزاد المسير (٦ / ١٦٢).