لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١))
(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) لأنتفن ريشه وكان عذاب الطير هذا (أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) بالسكين (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١)) بعذر بين (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) فلبث غير طويل حتى جاءه (فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) بلغت إلى ما لم تبلغ ، وعلمت ما لم تعلم أيها الملك (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ) من مدينة سبأ (بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)) بخبر حق عجيب (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) يقال لها : بلقيس (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) أعطيت علم كل شىء فى بلدها (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣)) حسن كبير عليه من الجواهر واللؤلؤ والذهب والفضة وكذا وكذا (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ) يعبدون الشمس (مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) عبادتهم للشمس (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) فصرفهم الشيطان عن طريق الحق والهدى (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤)) سبيل الحق والهدى (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي) وقد قلت لهم : ألا يا هؤلاء اسجدوا لله ، ويقال : هذا قول سليمان ، يقول : لم لا يسجدون لله الذى (يُخْرِجُ الْخَبْءَ) ما خبىء (فِي السَّماواتِ) من المطر (وَالْأَرْضِ) من النبات (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ) ما يسرون من الخير والشر (وَما تُعْلِنُونَ (٢٥)) يظهرون من الخير والشر (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦)) السرير الكبير (قالَ) سليمان للهدهد (سَنَنْظُرُ) فى مقالتك (أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ) عليهم (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) تنح عنهم حيث لا يرونك (فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨)) يقولون ويردون ويجيبون كتابى ، ففعل كما أمره سليمان فأخذت بلقيس كتاب سليمان وخرجت إلى قومها (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) الرؤساء (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩)) مختوم (إِنَّهُ) عنوانه (مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ) أول سطره (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) أن لا تتكبروا على (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١)) مستسلمين مصالحين وأشياء كانت فيه مكتوبة.
(قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (٣٢) قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ (٣٣) قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً