(فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا) ثابتا (عِنْدَهُ) يعنى عرشها عند عرشه (قالَ) لآصف (هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) من منة ربى (لِيَبْلُوَنِي) ليختبرنى (أَأَشْكُرُ) نعمته (أَمْ أَكْفُرُ) أم أترك شكر نعمته (وَمَنْ شَكَرَ) نعمته (فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) ثواب ربه (وَمَنْ كَفَرَ) ترك شكر نعمته (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ) عن شكره (كَرِيمٌ (٤٠)) متجاوز لمن تاب لا يعجل بالعقوبة.
(قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١) فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥) قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (٤٨) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٤٩) وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠))
(قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) غيروا لها سريرها فزيدوا فيه وأنقصوا منه (١)(نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي) أتعرف (أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١)) لا يعرفون (فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ) قال لها سليمان : (أَهكَذا عَرْشُكِ) سريرك شبهوه عليها (قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ) شبهتموه على (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها) فقال سليمان : قد أعطانى الله بتغير سريرها ومجيئه من قبل مجيئها (وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢)) أى مخلصين من قبل مجيئها (وَصَدَّها) صرفها سليمان ، ويقال : صرفها الله (ما كانَتْ) عما كانت (تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى الشمس (إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣)) المجوس (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ) القصر (فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً) ماء غمرا (وَكَشَفَتْ) رفعت ثيابها (عَنْ ساقَيْها قالَ) لها سليمان (إِنَّهُ صَرْحٌ) قصر (مُمَرَّدٌ) أملس (مِنْ قَوارِيرَ) تحته ماء فلا تخافى واعبرى عليه (قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) بعبادتى الشمس (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) على يد سليمان (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٤)) سيد الإنس والجن (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٩ / ١٠٥) ، وزاد المسير (٦ / ١٧٥).