(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما فعلنا بهم (لَآياتٍ) لعلامات (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦)) يصدقون (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) وهى نفخة الموت (فَفَزِعَ) مات من (مَنْ فِي السَّماواتِ) من الملائكة (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) من الخلق (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) من أهل السماء جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فإنهم لا يموتون فى النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك (١)(وَكُلٌ) يعنى أهل السماء وأهل الأرض (أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧)) يأتون إلى الله يوم القيامة صاغرين ذليلين (وَتَرَى الْجِبالَ) يا محمد فى النفخة الأولى (تَحْسَبُها جامِدَةً) ساكنة مستقرة (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) فى الهواء (صُنْعَ اللهِ) هذا فعل الله بخلقه (الَّذِي أَتْقَنَ) أحكم (كُلَّ شَيْءٍ) من الخلق (إِنَّهُ خَبِيرٌ) عالم (بِما تَفْعَلُونَ (٨٨)) من الخير والشر (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) من جاء يوم القيامة بلا إله إلا الله مخلصا بها (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) فخيره كله منها ومن قبلها (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩)) وهم آمنون من الفزع والعذاب إذا أطبقت النار (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) بالشرك بالله (فَكُبَّتْ) قلبت (وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ) فى الآخرة (إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠)) فى الدنيا قل يا محمد.
(إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٣))
(إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ) أوحد (رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ) يعنى مكة (الَّذِي حَرَّمَها) جعلها حرما (وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ) من الخلق (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١)) مع المسلمين على دينهم (وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ) أمرت أن أقرأ عليكم القرآن (فَمَنِ اهْتَدى) آمن (فَإِنَّما يَهْتَدِي) يؤمن (لِنَفْسِهِ) ثواب ذلك لنفسه (وَمَنْ ضَلَ) كفر بالقرآن (فَقُلْ) يا محمد (إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢)) المخوفين من النار بالقرآن ، ثم أمره بعد ذلك بالقتال (قُلِ) يا محمد (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر لله والوحدانية لله (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) علامات وحدانيته وقدرته بالعذاب يوم بدر (فَتَعْرِفُونَها) فتعلمون أن ما يقول لكم محمد حق وصدق (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ) بساه (عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٣)) فى الكفر والشرك ، ويقال : بتارك عقوبة ما تعملون فى الكفر والشرك من المكر والخيانة والفساد.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ١٥) ، وزاد المسير (٦ / ١٩٥).