(الدُّعاءَ) دعوتك إلى الحق والهدى (إِذا وَلَّوْا) أعرضوا (مُدْبِرِينَ (٨٠)) عن الحق والهدى.
(وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١) وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (٨٨) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠))
(وَما أَنْتَ) يا محمد (بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) إلى الهدى (إِنْ تُسْمِعُ) ما تسمع دعوتك (إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا (فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)) مخلصون بالعبادة والتوحيد (وَإِذا وَقَعَ) وجب (الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) بالسخط والعذاب (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ) بين الصفا والمروة وهى عصا موسى ، ويقال : معها عصا موسى (١)(تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا) بايات ربنا بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، ويقال : بخروج الدابة (لا يُوقِنُونَ (٨٢)) لا يصدقون (وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) من كل أهل دين (فَوْجاً) جماعة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا (فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣)) يحبس أولهم على آخرهم (حَتَّى إِذا جاؤُ) اجتمعوا (قالَ) الله لهم (أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي) بكتابى ورسولى (وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً) يقول : جحدتم ولم تعلموا أنها ليست منى (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤)) فى الكفر والشرك (وَوَقَعَ الْقَوْلُ) وجب القول (عَلَيْهِمْ) بالسخط والعذاب (بِما ظَلَمُوا) بكفرهم وشركهم (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥)) لا يجيبون (أَلَمْ يَرَوْا) كفار مكة (أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ) مسكنا (لِيَسْكُنُوا) ليستقروا (فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً) مضيئا مطلبا لمعايشهم
__________________
(١) وقيل : هى الخارجة فى آخر الزمان تخرج من مكة. انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ١٠) ، وزاد المسير (٦ / ١٩٠) ، والدر المنثور (٥ / ١١٥) ، والبحر المحيط (٧ / ٩٧).